ملخص المقال
أعرب الدكتور نجمي صادق أوجلو عن أمله في أن تشكل اجتماعات الدورة الثالثة للجمعية العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ميلادًا لنقطة تاريخية للعالم
قصة الإسلام – وكالات
أعرب الدكتور نجمي صادق أوجلو، رئيس اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، عن أمله في أن تشكل اجتماعات الدورة الثالثة للجمعية العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -الذي سيبدأ الثلاثاء القادم بمدينة اسطنبول التركية- ميلادًا لنقطة تاريخية للعالم الإسلامي، وأن تساهم أفكار العلماء المشاركين في نهضة العالم الإسلامي.
وقال أوجلو في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عُقد صباح اليوم الجمعة بفندق جواهر بأنقرة: "نعتقد أن هذه الاجتماعات ستكون ميلادًا لنقطة تاريخية للعالم الإسلامي، وإن تشاور علماء المسلمين المشاركين في الدورة ستثمر نتائج مهمة لحملة النهضة".
وأضاف: "لقد فتحت اسطنبول أحضانها للعلماء دائمًا، فتركيا دائمًا تولي اهتمامًا للقضايا الإسلامية والإنسانية"، مؤكدًا أن تبادل الأفكار بين العلماء المشاركين ستجعلنا على الطريق الصحيح، فما دمنا نتشاور مع علمائنا سنحقق أهدافنا في ثقة تامة".
وتابع الدكتور أوجلو: "إن المسلمين في جميع أنحاء العالم يتخذون خطوات هامة وتطورات ليست في الدول الإسلامية فقط، فالإسلام ينتشر بسرعة وما زال الناس يبحثون عنه، ومع ذلك لا يزال يواجه المسلمون مشاكل عويصة وسيتم تحديد هذه المشاكل ومناقشتها خلال الاجتماعات"، مشيرًا إلى أن المسلمين ينتظرون أفكار العلماء لأن العالم الإسلامي في أشد الحاجة للاتفاق والاتحاد في هذه الأيام".
وعن أجندة المؤتمر قال أوجلو: إن القضية الفلسطينية والحصار الصهيوني على قطاع غزة والهجوم على أسطول الحرية ضمن أجندة علمائنا، الذي سيتخذون مواقف صارمة ضد الحصار والعدوان على أسطول الحرية الذي أسفر عن استشهاد 9 من إخواننا.
وأشار الدكتور أوجلو إلى بعض النقاط فيما يخص الهجمات الإرهابية التي تزايدت في الآونة الأخيرة بتركيا، قائلاً: إن تزايد الهجمات الإرهابية يجب ألا يكسر عزمنا وشجاعتنا وأملنا، فإن تراجعنا ووقعنا في التشاؤم وأعطينا فرصة للجبن عندئذ يصل الإرهاب إلى غايته وهدفه، وإذا وقعنا في فخ ما يضر الأخوة التي بيننا سيبلغ الإرهاب غايته وهدفه.
ولقد اكتسب الوضع التركي الاستقرار الاقتصادي والسياسي في السنوات الأخيرة، وصار يلعب دورًا مهمًّا أساسيًّا في منطقته وفي العالم، مما دفع الذين يريدون أن يمنعوا تقدم تركيا في الداخل والخارج إلى التحرك.
ومن جانبه أثنى الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على تعاون رجال الصحافة وكذلك على تعاون الدكتور نجمي ومنظمته الراعية لهذه الاجتماعات، وقال: إن هذه المنظمة (اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي) غير رسمية وتجمع المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي وما أحوجنا للمزيد من هذا النوع من المنظمات، ربما تكون هناك عقبات في سبيل الاتحادات الرسمية مع الحكومات لكن المنظمات الأهلية هي التي تستطيع أن تشق الطريق للوحدة بين الأمة الإسلامية الكبرى.
وعن محاولات البعض تقليل أعداد المسلمين في العالم، قال الشيخ القرضاوي: "نحن أمة كبرى وآخر الإحصاءات تشير إلى أننا نبلغ حوالي 1580 مليونًا، وهناك حرب للإحصاء محاولةً لتقليل أعداد المسلمين.
أضرب لكم مثلاً: يقدرون المسلمين في الصين بـ 20 مليونًا، بينما يقول الإخوة في الصين: إنهم لا يقلون عن 120 مليونًا، ويؤكد هذا ما قاله شكيب أرسلان من أكثر من 70 سنة أن المسلمين في الصين أكثر من 50 مليونًا فإذا أخذنا في الحسبان الزيادة الطبيعية للسكان فإنها تتعدى 200 مليون.
وهناك بلاد كثيرة يحاولون فيها تقليل الأعداد وعلى كل حال فإن 1580 مليونًا ليس عددًا قليلاً".
وأضاف: إن "الأمة الإسلامية هي حقيقة وليست وهمًا، حقيقة دينية بمقتضى القرآن والسنة وهي حقيقة تاريخية ظل المسلمون أمة 13 قرنًا أو يزيد، وجغرافيًا حين تنظر إلى الخريطة هي متصلة ببعض، وهي حقيقة سياسية وأن أعداء المسلمين ينظرون إليهم كأمة واحدة، إذا ملكت باكستان القنبلة الذرية غضب الكيان الصهيوني وساء حاله، وإذا حاولت إيران أن تمتلك القوة النووية يفعل الكيان الصهيوني مثل ذالك، فهم ينظرون إلى المسلمين على أنهم أمة واحدة قبلتهم واحدة وربهم واحد وآدابهم واحدة، هذه الأمة الواحدة تمثل قوة وتكتلاً له قيمته ووزنه في حياتنا".
وتابع: "هذا التكتل الكبير له وزنه ويؤثر إذا تلاحم المسلمون وشدوا أزر بعض وكانوا كما قال النبي: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، لا يريد لهذا التكتل أن يعتدي على أحد ولكن يريد أن يأخذ حقوقه، هذا التكتل ضائع بسبب التشرذم؛ لأن كل مجموعة وكل شعب يفكر في نفسه ولا يفكر في إخوانه والمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، ويجب أن يكون لهذا التكتل كتلة سياسية واقتصادية وأخلاقية لها وضعها".
وعن الجهاد، قال الشيخ القرضاوي: إن الإسلام شرع القتال لمقاومة المعتدين، "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، ويقول عن المشركين: "فإن اعتزلوكم ولم يقاتلوكم"، وقال:"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ... إلى قوله تعالى: "إن الله يحب المقسطين".
وفي معرض رده على سؤال حول موقف العالم الإسلامي إذا هاجم الكيان الصهيوني أسطول الحرية الثاني، قال الشيخ القرضاوي: "أعتقد أن العالم الإسلامي أصبح عنده وعي لهذه القضايا الكبرى وقد تجاوب العالم من أقصاه إلى أقصاه مع أسطول الحرية الأول وقد دعا اتحاد علماء المسلمين أن يظهروا غضبهم وقد تجاوب الناس، وهذه المرة سيكون الغضب أشد والثورة أقوى، وقد جرب ذلك في مرات أخرى كثيرة وأصبحت الأمة الإسلامية تتجاوب مع نداءاتنا وحدث هذا أيام الحرب على غزة وأثناء الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن على ثقة بأن المسلمين لن يخذلوا تركيا وهم الآن في موقف تحية وإكبار لمواقف تركيا في كل أنحاء العالم الإسلامي.
وأوضح الشيخ القرضاوي في رده على سؤال عن الاختلاف بين الحكام والشعوب ومسؤولية العلماء في ذلك، أنه رغم صغر عمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (6 سنوات) فقد أثبت وجوده على مستوى المسلمين، وتابع قضياهم وأصدر عشرات البيانات وشارك في القضايا مشاركة فعلية، فهو أول من ذهب إلى دارفور وأرسل وفدًا وقابل الفرقاء الفلسطينيين وأصدر بيانًا ثم ذهب مرة أخرى، وفي حرب غزة قابل عددًا من الملوك والرؤساء للقيام بواجبهم ولا يزال يتابع القضايا في الصومال والعراق ويبذل جهده ويرسل وفودًا وبيانات وهذا ما يستطيعه، وأعتقد أن المسلمين أصبحوا مستجيبين وعندهم ثقة بهذا الاتحاد ونحن في تقدم ودائمًا نقول اللهم اجعل يومنا خيرًا من أمسنا وغدنا خيرًا من يومنا.
وفي نهاية حديثة استنكر الشيخ القرضاوي الأعمال الإرهابية في تركيا، وقال: إن وراءها محرضين لا يريدون لتركيا الاستقرار ولا الإصلاح ووجه نداءً إلى المصالحة بين الطرفين التركي والكردي.
ومن الدير بالذكر أن الدورة الثالثة للجمعية العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سيشارك فيها كوكبة من العلماء يبلغ عددهم حوالي 600 شخصية.
وتعقد الجمعية تحت شعار "الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات" للمرة الثانية في اسطنبول بمدينة الحرية والعدل والإنصاف على مر التاريخ والحضارة والحضارات الجامعة بين الحضارة الإسلامية والغربية، ويعقد المؤتمر في اسطنبول لدعم ووقوف علماء الأمة مع الشعب التركي في مواقفه الإنسانية العادلة المشرفة ضد الظلم والطغيان واللا قانونية وحصار غزة.
التعليقات
إرسال تعليقك